الزواج.. ضحية هذا العام

ما أن تشب الفتاة حتى تدغدغ أحلام الزواج لياليها، وتبدأ برسم معالم وجه الزوج العتيد، إنها تريده فارساً مغواراً كأنطوني بانديرس في فيلم (زورو)، يركب حصاناً أبيض يسابق الريح، ما هم إذا كان طفراناً، شرط أن يكون وسيماً، يعلو رأسه الكبير جسماً قوياً معضّلاً.. وتظل المسكينة تحلم وتحلم إلى أن يفوتها القطار، وتنتهي زوجة ثالثة أو رابعة لأحد الأزواج المكرشين.
وما أن يحلق الشاب ذقنه حتى تبدأ أمه بالتفتيش عن عروس تناسب طلته البهية، والقرد، كما يقول المثل، بعين أمه غزال، لينجب منها نسله الشريف المقدس. ما هم إذا رآها أم لم تره، أو إذا أحبها أم لم تحبه، المهم أن يتكاسر منها نسله، أي أن تكون مثمرة، حسب تطلعاتنا الشرقية، وإلا رمت، أي الأم، عليها يمين الطلاق، والويل لمن يقف بوجهها، نسل ابنها يأتي في المقدمة، وكل ما عداه باطل.
ولأننا ننطلق، دائماً وأبداً، من منطلق الزواج من أجل الزواج والإنجاب فقط، بتنا نقرأ من القصص الحقيقية عن الزواج ما يضحك، اخترت منها أربع قصص كي لا أضجركم: مثلاً إمرأة مصرية تتحدى الشرع، وبدلاً من أن يتزوج عليها زوجها، كما درجت العادة، تزوجت هي عليه سبع مرات، والقصة تقول:
أربعينية مصرية، هوايتها المفضلة الزواج من شبان أصغر منها، فاختارت منهم سبعة لا غير، وكانت إثر كل زواج تدعي أنها بكر، لم يمسها إنسان، كما أنها تعود في ليلة دخلتها امرأة عشرينية، لم يقبل فمها غير أمها، ولو لم يكتشف الموظف في مصلحة الأحوال المدنية المصرية تزوير تلك السيدة واحتيالها على القانون، لما شك زوج واحد من أزواجها السبعة المغفلين أنهم ضحايا امرأة تهوى الزواج، والتلاعب ببكارتها وعمرها، كما تهوى بيع الملابس في محلها الواقع في منطقة مدينة نصر ـ شرق القاهرة.
وفي مصر أيضاً، شربت سجينة في سجن قنا العمومي قنينة من السم الزعاف، أوصلتها إلى خالقها، وذلك حزناً على زوجها الذي قتلته دون شفقة. والظاهر أن موت زوجها قد جمّله بعينيها، فاشتاقت إليه كثيراً، ولأنه لم يجبها على رسائلها الغرامية المتكررة، التي أرسلتها من قلبها المسجون إلى قلبه السابح في عالم الخلود، قررت اللحاق به بسرعة فائقة، لا لتعاتبه على إهمال رسائلها، بل لتطلب منه الغفران على ما فعلته يوم دست له صبغة شعرها في مشروب العرقسوس المفضل عنده، وأودعته النعش.
ولكي لا ينتهي هذا العام بدون ذبيحة تقدم له، أقدمت إحدى الزوجات الفاضلات التقيات، كما كان ينظر إليها في الحي، على ذبح زوجها من الوريد إلى الوريد، بعد 15 عاماً من الزواج السعيد، وإنجاب ثلاث بنات يقلن للقمر إنزل لنجلس مكانك. صحيح أنها خافت ربها عندما نفرت الدماء من رقبته، وراحت تستغيث بالجيران لإنقاذ رفيق حياتها، إلا أن القدر كان أقوى منها ومن جيرانها، فانتهى فارس أحلامها في القبر، وانتهت هي في السجن المؤبد.
ولكي تتخلص المجتمعات الحديثة من مسألة المهر، الذي يقض مضاجع العرسان في كل مكان، أقدم عريس ماليزي على تقديم مهر لعائلة زوجته بأوراق نقدية مزيفة. إنه يحب الفتاة ويريد الزواج منها، ولكنه لا يملك المال، فماذا يفعل؟
ادعى روميو زمانه أنه يعمل مستشاراً، لأن الفتاة إبنة سياسي بارز في ولاية كيلانتان، وقد لا تقبل به إذا علمت أنه من عامة الشعب. والمستشار في أسوأ الأحوال يملك المال، وإن كان مزيفاً، لذلك رمى بين أيدي عائلة زوجته مهراً قدره 8 آلاف رينجت، 2100 دولار، وعندما انتهى العرس وبدأوا بعد الأوراق النقدية، صبغت الألوان أصابعهم، فاتصلوا بالشرطة، التي اعتقلت العريس الغشاش، وتركت عروسه في بيت الزوجية تندب حظها العاثر، وتلعن مهرها المزيف.
الزواج.. كان ضحية عام 2005، وبما أن العام الجديد سيطل علينا بعد أيام، أتمنى لكم حياة زوجية سعيدة، لا يشوبها غش، ولا تعكّر صفاءها صبغة شعر ولا أموال مزيفة. وكل عام وأنتم بخير.
**