أين (الفياغرا) يا ناس؟!

رغم فوز مكتشفي عقار (الفياغرا) الشهير بجائزة (نوبل) للعلوم، نجد أن شهرة هذا (العقار) قد اضمحلّت بتاتاً، حتى أن تداوله قد خفّ كثيراً رغم سماح حكومات معظم دول العالـم باستعماله. فلقد ذكرت إحصائيات صدرت عن شركة (اي ام اس هيلث) المتخصصة بصناعة الادوية، ان الجنون الذي اجتاح الذكور الاميركيين من أجل الحصول على (الفياغرا) قد تراجع كثيراً.
ورغم مرور عدة سنوات على توزيعه في أستراليا، نجد أن الذكور الاستراليين لـم يتحمّسوا له كثيراً.. لدرجة أن العديد من الصيدليين صرّحوا انهم ينفّضون الغبار كل يوم عن علب (الفياغرا)!!. ومن يدري فقد يكون ثـمنه الباهظ (80 دولاراً) هو الذي أبعد الطامعين بالفحولة عنه.. خاصة وأن معظم شركات التأمين الصحي لا تعوّض عن ثـمن (فياغرا)، إذ أن فياغرا يمنحك اللذة، وهي غير مسؤولة عن لذتك.. بل عن مرضك!
ومن يدري فقد يكون شرش الزلّوع الذي اكتشفته عنزة لبنانية في جبل حرمون، هو الذي بدأ يهدد منافسه (الفياغرا). أنا لـم أر هذا الشرش بعد، ولكنني سمعت به وقرأت عنه، وعرفت أن الصيدلي المدافع عن البيئة بيار ماليشيف سيقدم، إذا لم يكن قد قدّم، الى وزارتي الصحة والبيئة اقتراحاً بتوسيع زراعة نبة (سيريلا هارموني) المعروفة بشرش الزلوع، وحمايتها من الانقراض بعد الهجوم العشوائي عليها بغية بيعها بثلاثين دولاراً للكيلو غرام الواحد.
الأمة العربية وحدها عرفت كيف تذلّل الفياغرا لشهواتها، فلقد سمح مفتي الديار المقدّسة باستعماله، لأنه مفيد (للذكر)، ولو كان مفيداً (للمرأة) لحرّمه!!. كل شيء يصبح محللاً من أجل عيون الذكر فقط!!. والويل لنا إذا قلنا أن الارض مستديرة، فسيرمينا (مفتينا) بالكفر!!. والويل لنا إذا طالبنا بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات، فسنعدم حالاً. إنه شرعنا المذكّر مليون في المئة، شئنا أم أبينا، ومن يحتج مثلي عليه أن يرحل إلى إنكلترا، أو إلى.. أستراليا!.
شركة (ألفا) السورية لصناعة الادوية حصلت، والحمد للـه، على امتياز تصنيع (الفياغرا) من الشركة الأم. ومن يدري فقد تصاب الشركة بالافلاس إذا امتنع المواطن السوري عن استعمال (الفياغرا) كما امتنع الاميركي والاسترالي وغيرهما.
وكما تهرب (حشيشة الكيف) إلى مصر، هكذا بدأوا يهربون حبوب (فياغرا) السحرية، ولكن رجال الجمارك يقفون للمهربين بالمرصاد. فلقد أحبطوا محاولة تهريب (750) علبة، تقدر قيمتها بربع مليون دولار. المهرب صيدلي أميركي من أصل مصري، وكان من المقدر ان يبيع الحبّة الواحدة، لو نحجت عملية التهريب، بمئة جنيه مصري لا غير، فتصوّروا!
أما في فرنسا فقد لجأ السيّد جان لوي جالو صاحب مطعم (رينوفاسيون) إلى طحن حبوب (الفياغرا) وإعداد صلصة مهيّجة جداً يطبخ بها لحم البقر، ويقدّمه لزبائنه الكبار في السن، الذين لا هم له سوى إسعادهم (جنسياً).
وصدقّوني أن (الصلصة) الفياغرية نجحت، وها هي إحدى الزوجات تقول: أن الوجبة التي أكلناها أنا وزوجي كانت إيجابية إلى حد ما.
ولأن (الفياغرا) تقتل المصابين بأمراض القلب، فلقد تناهى لأسماعي أن المليادير الكومبيوتري الشهير بيل غايت قد وظّف بعض ملايينه لاكتشاف عقار شبيه بها ولكنه لا يقتل أحداً.. أللـه يوفّقك يا بيل غايت، ويأخذ بيدك، رأفة بي وبأمثالي من قرّاء مجلّة إيلاف.
**